هل تنجح عمان في حل الأزمة النووية الإيرانية عبر الوساطة؟ - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تنجح عمان في حل الأزمة النووية الإيرانية عبر الوساطة؟ - اخبارك الان, اليوم الأحد 13 أبريل 2025 12:08 صباحاً

أثار المحامي والناشط السياسي اليمني، صالح محمد المسوري، موجة من التساؤلات والاستغراب بعد نشره تعليقاً مثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، تناول فيه الدور الذي تلعبه سلطنة عمان كمستضيف للمحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني ودعم طهران للميليشيات المسلحة في المنطقة.

وقد جاءت تصريحاته لتسلط الضوء على النقاشات الدائرة بشأن هذه القضية الحساسة، التي تشهد تفاعلاً دولياً وإقليمياً كبيراً.

نقل المسوري عن "بعض أهل سلطنة عمان"، دون أن يحدد هوياتهم، قولهم إن "مصير الكرة الأرضية سيُحسم في مسقط عاصمة سلطنة عمان".

ووصف المسوري هذا القول بأنه "جنون"، معرباً عن دهشته من الأهمية الكبيرة التي يتم إعطاؤها لدور السلطنة في هذه المحادثات الحساسة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لإيجاد حلول تهدف إلى إيقاف البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى وضع حد للدعم الإيراني للميليشيات المسلحة المنتشرة في عدة دول بالمنطقة.

وفي سياق حديثه، أكد المسوري أن العديد من الدول كانت مترددة في استضافة وفد النظام الإيراني، مشدداً على أن النظام الإيراني يُعتبر "نظاماً مكروهاً ومنبوذاً وإرهابياً" في نظر العديد من الدول الإقليمية والدولية.

وأوضح أن هذا الرفض جاء نتيجة السياسات الإيرانية التي تُتهم بزعزعة الاستقرار في المنطقة وتهديد الأمن الدولي.

وأضاف المسوري قائلاً: "فقالوا... ما فيش معانا غير عمان حبيبة إيران. فلا داعي تعملوا قصة كبيرة. فالعماني إيراني.. والإيراني عماني. والسلام."

هذه العبارة التي اختارها المسوري لوصف العلاقة بين سلطنة عمان وإيران أثارت جدلاً واسعاً، حيث اعتبرها البعض تعبيراً عن رؤية ساخرة للعلاقات التاريخية والسياسية التي تربط البلدين، بينما رآها آخرون محاولة لتقويض دور السلطنة كوسيط محايد في المفاوضات الدولية.

دور سلطنة عمان كوسيط

سلطنة عمان، المعروفة بمواقفها المحايدة وسياستها الخارجية المستقلة، لطالما لعبت دوراً محورياً في حل النزاعات الإقليمية والدولية.

فقد استضافت السلطنة في السنوات الماضية العديد من الجولات الحوارية السرية والعامة بين إيران والولايات المتحدة، بما في ذلك المحادثات التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي عام 2015.

ويُنظر إلى موقف السلطنة على أنه يعتمد على تعزيز الحوار والتواصل بين الأطراف المتنازعة، بعيداً عن التصعيد والمواجهة.

ومع ذلك، فإن استمرار استضافة مسقط لهذه المحادثات الحساسة قد أثار تساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه السلطنة في التأثير على مسار المفاوضات، خاصة في ظل الاتهامات الموجهة لإيران بمواصلة دعمها للميليشيات المسلحة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة والدول الحليفة لها تهديداً مباشراً لأمن المنطقة واستقرارها.

ردود الفعل على تصريحات المسوري

تعليقات المسوري أثارت ردود فعل متباينة بين النشطاء والمحللين السياسيين. فبينما اعتبر البعض تصريحاته انعكاساً لموقفه الشخصي الذي ينتقد فيه السياسات الإيرانية وتأثيرها السلبي على المنطقة، رأى آخرون أن هذه التصريحات تحمل طابعاً ساخراً قد يؤدي إلى تشويه صورة الجهود الدبلوماسية العمانية في الوساطة.

من جانبهم، أكد محللون سياسيون أن دور سلطنة عمان في هذه المحادثات لا يمكن تجاهله أو التقليل من أهميته، خاصة وأنها واحدة من الدول القليلة التي تحافظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف المتنازعة.

وأشاروا إلى أن الجهود العمانية قد تكون حجر الزاوية في تحقيق أي تقدم محتمل في الملف النووي الإيراني، وكذلك في تخفيف التوترات الإقليمية.

مستقبل المحادثات في مسقط

مع استمرار التوترات بين إيران والمجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي وتدخلاتها الإقليمية، يبقى السؤال حول مدى قدرة سلطنة عمان على تحقيق اختراق حقيقي في هذه المحادثات.

فبينما تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى ضمان عدم حصول إيران على السلاح النووي ووقف دعمها للميليشيات المسلحة، تؤكد طهران أنها لن تتخلى عن حقوقها النووية السلمية، مما يجعل الوصول إلى حل وسط أمراً شديد التعقيد.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تظل الأنظار متجهة نحو مسقط لمعرفة ما إذا كانت ستتمكن من لعب دور "الحكم المحايد" الذي اعتادت عليه، أم أن تصريحات مثل تلك التي أطلقها المسوري تعكس تحديات أكبر تواجه جهود الوساطة العمانية.

ختاماً، يبدو أن مصير هذه المحادثات ليس مرتبطاً فقط بما سيتم الاتفاق عليه بين الأطراف المتنازعة، بل أيضاً بقدرة الوسطاء مثل سلطنة عمان على الحفاظ على مصداقيتهم وحياديتهم في ظل الانتقادات والضغوط السياسية المتزايدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق