أعلنت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعفي الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المصنعة في الصين من الرسوم الجمركية، وذلك بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها هذه الرسوم لعدد من الشركات الأمريكية التي تصنع أجهزتها في الصين، ومنها شركة آبل وهواتف آيفون.

وعدّ مراقبون هذا القرار تراجعًا صريحًا من ترامب في ظل الاضطرابات الاقتصادية التي ألحقها برسومه الجمركية بقطاع التكنولوجيا الأمريكي وارتفاع أسعار منتجاته بشكل جنوني.

وذكرت تقارير اقتصادية أن الصادرات الأمريكية من الصناعات التكنولوجية الصينية بلغت في العام الماضي نحو مئة مليار دولار، ما يشير إلى مستوى اعتماد السوق الأمريكية على المصانع الصينية في القطاع التكنولوجي.

هذا، ويستعد عدد من نواب الكونغرس الأمريكي، بينهم جمهوريون، لتقديم مشروع لإلغاء الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما خلصت نتائج عدد من الاستطلاعات إلى تراجع حاد في شعبية ترامب ربطًا بسياسته الاقتصادية.

وأثارت حرب ترامب التجارية وسياساته الاقتصادية انقسامًا وحالة من السخط داخل الكونغرس. سخط تُرجم بمشروع قانون تقدمت به مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يهدف إلى إلغاء الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب.

لكن اللافت في هذا المشروع هو مشاركة نواب جمهوريين بينهم راند بول، ما يؤشر إلى انقسامات داخل الحزب الجمهوري حول سياسات ترامب. وبحسب وسائل إعلام أمريكية، ينص المشروع الذي يُطرح للتصويت خلال الشهر الجاري على إنهاء حالة الطوارئ التي أعلنها ترامب، وإلغاء الضريبة الجديدة بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة، فضلاً عن وقف التهديد بفرض رسوم إضافية تصل إلى 49% على شركاء تجاريين للولايات المتحدة. وأشار المشروع أيضًا إلى أن الرسوم الجمركية تعد بمثابة ضرائب، وأن إقرار الضرائب هو من اختصاص الكونغرس، وليس الرئيس.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مبالغ فيها على البضائع الصينية كان تصرفًا فرديًا تجاوز من خلاله الصلاحيات التاريخية للكونغرس في رسم السياسات التجارية للولايات المتحدة. وذكرت الصحيفة أن تصرف ترامب خالف تقليدًا أمريكيًا يعود إلى أكثر من مئتي عام، مشيرة إلى أن ما تشهده أمريكا يتجاوز كل الحدود التاريخية حيث أن رجلاً واحدًا فقط خاطر بأول حرب تجارية عالمية منذ ثلاثينيات القرن الماضي عبر رفع الرسوم الجمركية إلى مستويات لم نشهدها منذ أكثر من قرن.

سياسة انعكست بشكل مباشر ودراماتيكي على شعبية ترامب داخل الولايات المتحدة وبدأت تجره إلى الأسفل، بحسب نتائج استطلاع أجرته مجلة الإيكونوميست. المجلة أشارت إلى انخفاض حاد في نسبة تأييد ترامب بخمس نقاط خلال الأسبوع الماضي، حيث أبدى 51% من المستطلعين عدم موافقتهم على طريقة تعامل ترامب مع الاقتصاد، مشيرة إلى أنه لم يسبق أن انخفض معدل تأييد سياسة ترامب الاقتصادية إلى هذا الحد خلال ولايته الأولى.

كذلك، أشارت أحدث دراسة أجرتها جامعة ميشيغان إلى أن ثقة المستهلكين انخفضت بمقدار 11 نقطة من مارس/آذار إلى أبريل/نيسان وسط مخاوف متزايدة بشأن التضخم. كما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة CNBC أن 73% من الأمريكيين يصفون أنفسهم بأنهم يعانون من ضائقة مالية.

المصدر: موقع المنار