وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، أكدت إسرائيل مجددًا رفضها لوقف إطلاق النار، في الوقت الذي أعلنت فيه حركة حماس عن استعدادها للتفاوض. وأوضح مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب لم تغلق باب التفاوض إذا كانت حماس ستوافق على تسليم مزيد من الرهائن.

وأضاف المسؤول أنه سيتم مواصلة الهجمات على غزة حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، مشيرًا إلى أن الضربات المتجددة ضد حماس هي "نوع مختلف من التفاوض". وقال إن إسرائيل لم تغلق الباب أمام المحادثات عبر وسطاء إذا كانت حماس مستعدة للموافقة على المزيد من عمليات تبادل الأسرى.

رغم ذلك، لم يوضح المسؤول الإسرائيلي ما إذا كانت إسرائيل تخطط لشن هجوم بري جديد على غزة، لكنه أكد أن الهجوم سيستمر "طالما كان ذلك ضروريًا"، وأنه "سيتوسع إلى ما هو أبعد من الضربات الجوية". جاء هذا التصعيد في وقت أكدت فيه إسرائيل أنها لن تعاود التفاوض إلا "تحت النار".

من جهة أخرى، جددت حركة حماس تأكيدها أنها لم تغلق باب التفاوض، وأنها مستعدة للبحث عن حلول سلمية على الرغم من التصعيد الإسرائيلي. وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن "حماس لم تغلق باب التفاوض" وأكد أن هناك اتفاقًا موقّعًا بين الأطراف ولا حاجة لاتفاقات جديدة في ظل وجوده. كما طالب النونو الوسطاء والمجتمع الدولي بفرض ضغط على إسرائيل لوقف العدوان والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وفي السياق نفسه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الغارات الجوية على غزة "مجرد بداية"، مؤكدًا أن إسرائيل لن تعود إلى المفاوضات إلا تحت الضغط العسكري. بينما أضاف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش سيواصل عملياته حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، مشيرًا إلى أن حماس يجب أن تدرك أن قواعد اللعبة قد تغيرت.

ورأى مراقبون أن إسرائيل تستهدف من خلال هذا التصعيد إجبار حماس على تقديم مزيد من التنازلات في المفاوضات. يذكر أن إسرائيل كانت قد طالبت بتمديد وقف إطلاق النار بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من مارس، وهو ما رفضته حماس، داعية إلى الانتقال مباشرة للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.