تشكل سياسات "ترامب" تحديًا لمكانة الدولار، وربما يدعم ضعف العملة المحلية التصنيع داخل أمريكا، لكنه يزيد من التضخم ويصعب مهمة الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة.
سياسة الدولار القوي
لطالما اعتمدت واشنطن سياسة الدولار القوي لأنها تدعم القوة الشرائية للمستهلكين، وبالتالي تساعد على إبقاء التضخم منخفضًا، كما يعتبر الدولار العملة المفضلة في التجارة العالمية ويدعم النظام المالي، وأكد وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" أن هذا النهج لن يتغير.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
إضعاف الدولار
يريد "ترامب" دولارًا قويًا مقارنة بالعملات الأخرى حفاظًا على مكانته العالمية في التجارة والمعاملات، ومن ناحية أخرى يريد عملة أضعف لأن ذلك يفيد قطاع التصنيع من خلال جعل الصادرات أرخص بالنسبة للمشترين في الخارج، لكنه لا يمكنه تحقيق الهدفين معًا.
كيف يمكن التحكم في قيمة العملة؟
هناك عدة عوامل تؤثر على قوة العملة، لكن بإمكان الرئيس توجيه قيمتها بشكل غير مباشر، من خلال رفع قيمة العملات الأجنبية عبر أمر وزارة الخزانة بشراء المزيد منها أو الضغط على الدول الأخرى لرفع قيمة عملاتها أو شراء المزيد من السلع الأمريكية عن طريق التهديد بفرض جمارك على وارداتها.
العجز التجاري
يرغب "ترامب" في سد العجز التجاري حيث تشتري بلاده سلعًا أكثر مما تصدر، وإحدى العقبات هي ارتفاع سعر الدولار، الذي قال عنه من قبل: لدينا مشكلة عملة كبيرة، تشكل عبئًا على شركاتنا.
هل الرسوم الجمركية هي الحل؟
فرض "ترامب" رسومًا جمركية وتعهد بفرض المزيد لكنها قد تؤدي إلى زيادة التضخم، ما يدفع الفيدرالي لرفع الفائدة، أي توفير عوائد أعلى للمستثمرين الأجانب وبالتالي زيادة جاذبية الدولار، كما أن حالة عدم اليقين التي تشكلها سياسته تدفع الناس للبحث عن عملة مستقرة وآمنة للحفاظ على أموالهم، ما يعني زيادة الطلب على العملة الخضراء.
مزايا مكانة الدولار
الدولار له مكانة بارزة تفيد الولايات المتحدة، مثلاً تقترض الحكومة من خلال بيع سندات الخزانة، ونظرًا للطلب الكبير على العملة لا تضطر لدفع فوائد كبيرة مما يخفض تكاليف اقتراضها، وهو ميزة كبيرة لدولة تزيد ديونها عن 36 تريليون دولار.
نفوذ
باعتبارها العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم، فإن ذلك يمنح أمريكا نفوذًا هائلاً، على سبيل المثال بعد غزو أوكرانيا، تم منع روسيا من استخدام الدولار في الأعمال التجارية، مما جعل تعاملات موسكو مع الدول الأخرى أكثر تكلفة وتعقيدًا.
هل مكانة الدولار تزعج "ترامب"؟
يبدو أن "ترامب" يرغب في الحفاظ على مكانة الدولار، لأنه عندما طرحت دول البريكس فكرة إنشاء عملة جديدة، سارع لتحذيرها وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على كافة وارداتها، مما يبرز مخاوفه من أي تحرك يؤثر على هيمنة الدولار على التجارة العالمية.
هل سياسات "ترامب" تهدد الدولار؟
حذر وزير الخزانة الأمريكي السابق "لاري سامرز" أن تقلبات سياسات "ترامب" وخطاباته ونهجه الشامل الذي يتبعه تجاه بقية دول العالم يشكل أكبر خطر على هيمنة الدولار – ودوره كعملة مركزية - على الاقتصاد العالمي خلال العقود الخمسة الماضية.
الخلاصة
لا يزال بإمكان "ترامب اتخاذ خطوات لإضعاف أو خفض قيمة الدولار رغم أن مقترحاته قد تؤدي إلى نتائج عكسية، لكنه لن يستطيع الحفاظ على مكانة العملة وهيمنتها على التجارة العالمية، وفي الوقت نفسه خفضها لمستوى أكثر ملاءمة للصادرات الأمريكية.
المصادر: أرقام - وول ستريت جورنال – بروجكت سينديكيت – الجارديان – نيويورك تايمز – بارونز - بلومبرج
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق