‏#ناصية :

‏حاولت أن أبحث في الكتب لأستخرج المعنى الحقيقي لصفة" القوي ".!

و‏بعد البحث والقراءة في مئات الكتب وجدت أن القوي من يلتزم بخمس قدرات ؛ وهي :

‏أولاً : القدرة على القيام بالواجبات، ونقصد بذلك الواجبات الدينية والاجتماعية بما في ذلك ⁧‫#الانضباط_الذاتي‬⁩ ؛ وهو القيام بما يجب عليك القيام به سواء أحببت ذلك أو لم تحب .

‏ثانياً : القدرة على ضبط المشاعر والانفعالات، وعندما نقول المشاعر والانفعالات فنحن نقصد القدرة على ضبط الغضب والحزن والتعامل الناجح مع الملل والقدرة على التسامح.. وهو ما يُسمّى في هذا الزمان : " ⁧‫#الذكاء_العاطفي‬⁩ ".

‏ثالثاً : القدرة على إدارة الوقت وهو أن يوزع الانسان أوقاته على مقاس واجباته .

‏وأما من يردد جملة: ( أنا مشغول ولا أستطيع أن أحك رأسي ) فهو شخص ضعيف ، لأنه لا يعرف كيف يوزّع وقته وهذا الذي جعله لا يجد ساعة لكي يحك فيها رأسه.!

‏رابعاً : القدرة على التكيّف الإيجابي مع تغيّر الظروف وتقلّب الزمان، وبمعنى آخر ؛ الإنسان القوي هو الذي يحتفظ بتفكيره الايجابي بغض النظر عن الواقع والظروف ؛ لأن الإيجابية مرتبطة أولاً بالثقة بالله ثم بنفسية الإنسان .. ولا علاقة لها بالواقع أبداً؛ لذلك قال تعالى: ( وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ).

‏فالحمدلله أولاً وأخيراً في كل الأحوال ومهما كانت الظروف.

‏خامساً : القدرة على إدارة الصحة ؛ وعندما نقول الصحة فنحن نقصد ما يلي :

‏١- ممارسة الرياضة .

‏٢- الاعتدال في الأكل والشرب. قال بعض السلف : جمع الله الطب كله في نصف آية : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) .

‏٣-الابتعاد عن كل ما يضر البدن .

‏إنني أحب أن أذكّر نفسي بهذه الأشياء؛ لذلك حاولت أن أكتب أبياتاً تضبط هذه الخمس أقول فيها :

‏إنّ الشجاعة أن تطبق -يا فتى-

‏خمساً تلوح كأفضل القدراتِ

‏أولاهما؛ حفظ الإله وحبه

‏وإدامة الطاعات والصلواتِ

‏ثانيهما؛ ضبط المشاعر كلها

‏إنّ التهور يجلب الويلاتِ

‏ثالثهما؛ وقت القوي منظم

‏إنّ النظام يرتّب الأوقاتِ

‏رابعهما؛ إنّ التفاؤل شعلةٌ

‏فاجعله نوراً للزمان الآتي

‏خامسهما؛ بدن القوي مكرّم

‏فامنح لجسمك أجمل الأكلاتِ

‏وأخيراً .. أرجو أن نتأمّل تعريف سيدنا عمر بن الخطاب للعاجز حين قال : ‏"العاجز من عجز عن سياسة نفسه".!

وفي النهاية ؛ ليتنا نستحضر حديث من لا ينطق عن الهوى - صلّى الله عليه وسلّم - حين قال : ( المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )

والسؤال هنا ؛ بعد نهاية المقال و مواصفات القوة فيه، يقول: هل أنت قوي أم عاجز ..!؟