اخبارك الان

الجامعات التكنولوجية.. انطلاقة تنموية عصرية - اخبارك الان

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجامعات التكنولوجية.. انطلاقة تنموية عصرية - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 01:59 مساءً

ومنذ عام 2014 تشهد مصر تحولًا جذريًا في منظومة التعليم العالي عبر التوسع في الجامعات التكنولوجية، التي تمثل مسارًا تعليميًا جديدًا يهدف لسد الفجوة بين التعليم الأكاديمي واحتياجات سوق العمل المتطور. ومن المستهدف الوصول إلي 17 جامعة تكنولوجية جديدة، وتوسيع البرامج الدراسية لتصل إلي 51 برنامجًا، وتجهيز 132 مختبرًا لتدريب الطلاب، زيادة عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم التكنولوجي إلي 30 ألف طالب، وتعزيز الشراكات بين الجامعات والصناعة.

هذه الخطط تعكس التزام الدولة بتحقيق رؤية 2030 عبر تطوير التعليم التكنولوجي وربطه بالاحتياجات الصناعية.

الجامعات التكنولوجية تعتمد منهجية التعليم التطبيقي، إذ توفر لطلابها مهارات تقنية متقدمة، وتدريبات ميدانية في الشركات والمصانع، مما يتيح لهم اكتساب خبرات عملية حقيقية أثناء فترة دراستهم، فضلاً عن تعزيز البحث والتطوير في المجالات التكنولوجية الحيوية، وهو ما يجعلها بمثابة مراكز تميز في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء. والبيانات الضخمة، ويخلق فرص تعاون مع الشركات التكنولوجية العالمية، ويلبي احتياجات سوق العمل، عبر توفير فرص تعليمية متخصصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز القدرة التنافسية للخريجين في السوق المحلية والعالمية، ودعم التحول الرقمي في مختلف القطاعات الاقتصادية.

هذه الجامعات تتميز ببرامج دراسية حديثة تواكب التطورات التكنولوجية، وتقدم تخصصات متنوعة مثل تكنولوجيا المعلومات، تكنولوجيا السكك الحديدية، تكنولوجيا الصناعات الغذائية، وغيرها، مما يعزز من قدرة الخريجين علي الاندماج في سوق العمل المحلي والدولي.

يقول د. أيمن عاشور إن التعليم الفني والتقني شهد تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلي أن عام 2024 - 2025 شهد اهتمامًا كبيرًا من أولياء الأمور والطلاب بالالتحاق بالجامعات التكنولوجية، حيث أبدي أكثر من 23 ألف طالب رغبتهم في الالتحاق بالجامعات التكنولوجية، ليصل إجمالي عدد الطلاب في الجامعات والمعاهد التكنولوجية التابعة للوزارة إلي أكثر من 100 ألف، ومن المتوقع أن تشهد هذه النسبة ارتفاعًا في ظل التوجه المحلي والدولي نحو التعليم القائم علي المهارات الفنية والتقنية.

شدد د. عاشور علي أهمية التعاون الدولي في تطوير التعليم التكنولوجي بمصر، مشيرًا إلي توقيع الجامعات التكنولوجية العديد من بروتوكولات التعاون التي تهدف إلي تطوير البرامج الدراسية. وتزويد الطلاب بفرص تدريب عملية في بيئات عمل حقيقية، فضلًا علي دخول الجامعات التكنولوجية في شراكات دولية مع عدد من الجامعات الألمانية والإيطالية، لتعزيز تبادل الخبرات والمعارف، وتطوير الكوادر الوطنية القادرة علي المنافسة في سوق العمل، مشيرًا إلي أهمية تعزيز التعاون مع الشركاء الصناعيين محليًا وإقليميًا ودوليًا، مثمنًا الشراكة مع الجانب الصيني والكوري والألماني كنماذج للشراكات المثمرة والفعّالة.

يقول  د. أحمد الجيوشي، أمين المجلس الأعلي للتعليم التكنولوجي، إن المجلس تابع موقف التكليف الرئاسي بإنشاء 17 جامعة تكنولوجية جديدة لدعم مسار التعليم التكنولوجي كأحد الروافد التعليمية المهمة لتلبية خُطط الجمهورية الجديدة ورؤية الدولة المصرية 2030 في الارتقاء بالقطاع الصناعي والتكنولوجي، وحث المجلس علي سرعة إنهاء الإجراءات لست جامعات تكنولوجية جديدة توافرت لها قطع الأراضي المطلوبة في عدة محافظات، لتضاف تلك الجامعات إلي 12 جامعة تكنولوجية موجودة حاليًا، بالإضافة لمتابعة عدد البرامج الدراسية بالجامعات التكنولوجية والتي بلغت 51 برنامجًا متنوعًا تُلبي احتياجات قطاع عريض من مجتمع الصناعة، ومدي جاهزية  132 معملًا مُخصصًا لتدريب الطلاب من إجمالي 179 معملًا وورشة، بالإضافة للشراكات بين الجامعات التكنولوجية والشركاء الصناعيين والتي بلغت 361 شراكة تستهدف الربط بين الجانب الأكاديمي ومتطلبات السوق الصناعي.

أوضح د. الجيوشي، أنه تم تصميم البرامج الدراسية بالكليات التكنولوجية بناءً علي رصد الاحتياج إلي هذه التخصصات من خلال رصد الاحتياجات المحلية بالأقاليم الجغرافية السبعة "إقليم القاهرة الكبري، وإقليم الإسكندرية، وإقليم الدلتا، وإقليم القناة، وإقليم شمال الصعيد، وإقليم وسط الصعيد، وإقليم جنوب الصعيد". والتقارير الصادرة من التعبئة والإحصاء، كذلك من خلال التعاون مع وزارتي الصناعة والتجارة والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ومعرفة الاحتياجات التي يحتاجها سوق العمل ومجتمع الصناعة، بالإضافة إلي رصد تقارير منظمة الهجرة الدولية حول فرص العمل المتوفرة بمختلف دول العالم والاحتياج إلي العمالة الماهرة، بجانب التوقعات الخارجية لاحتياجات سوق العمل المُستقبلي، والتكامل بين التعليم التكنولوجي والتعليم ما قبل الجامعي.

أضاف الجيوشي إن الفترة المقبلة ستشهد الاستمرار في عقد شراكات دولية الجامعات التكنولوجية المصرية والجامعات التكنولوجية الدولية والمؤسسات الأكاديمية العريقة، لتبادل الخبرات والمهارات وتعزيز التعاون المشترك في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مشيرًا إلي أن قطاع التعليم التكنولوجي سيحظي بالتطوير الشامل خاصة وأن الجامعات التكنولوجية مزودة بالمعامل وورش العمل التي تم تجهيزها بأحدث الوسائط التكنولوجية وتعتمد علي أحدث النظم العالمية» لتقديم تجربة تعليمية مُتميزة من خلال تدريب الطلاب عمليًا وتطبيقيًا.

أوضح أمين المجلس الأعلي للتعليم التكنولوجي أن عام 2024 شهد توقيع العديد من بروتوكولات التعاون بين الجامعات التكنولوجية والمؤسسات الصناعية والتعليمية والأكاديمية المختلفة، كما انضمت الجامعات التكنولوجية إلي التحالفات الإقليمية التي تم توقيعها بين الجامعات المصرية والمؤسسات الخدمية والصناعية، لتدريب الطلاب عمليًا وصقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم.

يقول د. أحمد الصباغ، مستشار الوزير للتعليم الفني والتكنولوجي، إن النسخة الأولي من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية تعكس الاهتمام بمنظومة التعليم الفني والتكنولوجي والالتزام بتعزيز قدرات شبابنا من المنتسبين لهذه المنظومة التي تحظي باهتمام ومتابعة القيادة السياسية، ويتجلي هذا الاهتمام في تكليف رئيس الجمهورية بإنشاء 71 جامعة تكنولوجية جديدة إلي جانب الجامعات التكنولوجية العشر الموجودة حاليا. وذلك سعيا لتغطية محافظات الجمهورية كلها بمثل هذا النوع من التعليم الذي يعد حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية بكل دول العالم المتقدم، ولمزيد من الاهتمام بهذا النوع من التعليم يتم عقد اسبوع  شباب الجامعات التكنولوجية والذي يشهد العديد من الأنشطة في مختلف المجالات العلمية، والثقافية، والفنية، والرياضية، والاجتماعية.

يقول د.عادل عبد الغفّار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إن ملف تطوير التعليم التكنولوجي يحظي بدعم كبير من القيادة السياسية باعتباره أحد المسارات التعليمية المهمة، بهدف تأهيل الخريجين ليكونوا قادرين علي تلبية مُتطلبات سوق العمل. وتم توقيع مذكرة تفاهم رباعية مشتركة بين جامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية والمعهد التقني العالي للتقنيات الجديدة للصنع في إيطاليا، وشركة دانيللي الإيطالية، ومعهد دون بوسكو في برنامج تكنولوجيا الميكاترونكس. كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية والمعهد التقني العالي للتقنيات الجديدة للصنع في إيطاليا وشركة بوليجون سوليوشنز الإيطالية، ومعهد دون بوسكو في برنامج التكنولوجيا الطبية الحيوية. كما عُقدت عدة اتفاقيات بين الجامعات التكنولوجية ونظيرتها من جامعات البوليتكنيك الصينية في العديد من التخصصات لخدمة العملية التعليمية وتمكين الطلاب المصريين من استخدام الأدوات التكنولوجية الصينية المتقدمة في كثير من التخصصات، فضلًا عن نقل التجربة الصينية المتفردة في الشراكة الكاملة بين الجامعات التكنولوجية والصناعة في كل مكونات العملية التعليمية والتدريبية للطلاب فيما يعرف بأساليب التعلم من خلال العمل في الصناعة.

أضاف المتحدث الرسمي إن وفدًا مصريًا رفيع المستوي مُشكّلًا من قبل الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي زار ألمانيا، لبحث آليات تعزيز التعاون المشترك، وعقد الشراكات بين الجامعات التكنولوجية المصرية ونظيرتها الألمانية، وزيارة العديد من الجامعات، للاطلاع علي أبرز البرامج الدراسية التي يتم تقديمها، والتي تتناسب مع احتياجات مجتمع الصناعة.

أشار الدكتور عادل عبد الغفار إلي أن الجامعات التكنولوجية نظمت العديد من ورش العمل والندوات العلمية والتثقيفية واللقاءات الحوارية، لصقل خبرات الطلاب وزيادة الوعي والانتماء لديهم، فضلًا عن تنظيم زيارات علمية للعديد من الجهات الأكاديمية والصناعية والسياحية، لتزويد الطلاب بالمعارف وزيادة خبراتهم وتطوير مهاراتهم.

الجامعات التكنولوجية تقدم العديد من التخصصات العلمية المتميزة والحديثة ومنها "برنامج تكنولوجيا المعلومات، برنامج تكنولوجيا الميكاترونكس، برنامج تكنولوجيا الأوتوترونكس، برنامج السكك الحديدية، برنامج الطاقة الجديدة والمتجددة، وتكنولوجيا صناعة ماكينات الغزل والنسيج، وتكنولوجيا الصناعات الغذائية، وتكنولوجيا التصنيع الدوائي، وتكنولوجيا تركيبات الأسنان، وتكنولوجيا الصناعات الخشبية، وتكنولوجيا شبكات النقل والتوزيع الكهربي، صيانة وتشغيل السفن، برنامج الأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية، وتكنولوجيا الأجهزة الكهربية والإلكترونية، وتكنولوجيا الخدمات السياحية والسفر، تكنولوجيا، كهرباء صناعية، تكنولوجيا الملابس الجاهزة، ميكانيكا صناعة، تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، أنظمة التحكم الصناعية، تكنولوجية الجرارات، وتكنولوجيا إنتاج ونقل ومعالجة البترول، وتكنولوجيا الخدمات الفندقية، آلية صناعية، وتكنولوجيا التكييف والتبريد، وعلوم البيانات، ومعلوماتية صحية، وبرنامج تكنولوجيا البرمجيات، الرعاية الصحية. وتكنولوجيا الطاقة الشمسية، وتكنولوجيا طاقة الرياح. وتكنولوجيا خدمات الأغذية والمشروبات، برنامج تكنولوجيا الشبكات".

يقول د. أحمد سعد، عميد الكلية المصرية الألمانية للتكنولوجيا بجامعة أسيوط التكنولوجية الدولية، إن الكلية المصرية الألمانية للتكنولوجيا تُعد خريجين متسلحين بالمهارات التكنولوجية المطلوبة في الصناعات الحديثة، مثل الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتدريب الطلاب علي تصميم وتشغيل الأنظمة الآلية في معامل متخصصة مًجهزة بأحدث الأجهزة، إضافة إلي تكنولوجيا الميكانيكا والكهرباء التي تساعد في تطوير مهارات الطلاب في مجالات، مثل الهيدروليك، والنيوماتيك، والتحكم الآلي (CNC)، مع ضرورة التكيف مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي بربط المناهج بالصناعة، ومراعاة تصميم البرامج الدراسية، لتكون مواكبة لاحتياجات القطاعات الصناعية، مثل: الطاقة المتجددة، والتحول الأخضر، موضحًا دور الكلية في نجاح خريجيها في المشاركة بمشروعات قومية، مثل تصميم ماكينة لإعادة تدوير مخلفات الموز وتصنيع خيوط صالحة للاستخدام، وتطوير أنظمة الطاقة الشمسية، وتصميم معدات صناعية ذكية تستخدم في المصانع الكبري.

يقول د.عربي كشك، رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، إن للجامعات الذكية دورًا في سوق العمل  وتأهيل خريجين رقميين قادرين علي تصميم برامج دراسية تركز علي المهارات التكنولوجية المطلوبة في سوق العمل، مثل تحليل البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركات مثل "أمازون ويب سيرفيسز" لتدريب الطلاب، مشيرًا إلي ضرورة الشراكات الصناعية التي تعمل علي ربط المناهج باحتياجات القطاعات الصناعية عبر بروتوكولات مع الشركات الكبري.. مما يضمن توظيف الخريجين مباشرة في مجالات مثل التصنيع الذكي والطاقة المتجددة، فضلًا عن التدريب المستمر وتقديم دورات للطلاب والخريجين في التكنولوجيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية. عبر مبادرات مثل "تعليم عالي آمن رقميًا".

أكد أن البنية المرجعية للجامعات الذكية وعلاقتها بسوق العمل، تعتمد علي ثلاثة محاور رئيسية، وهي: التكامل التكنولوجي، من خلال دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء (IoT) في البنية التحتية للجامعات» لإنشاء حرم جامعي ذكي يوفر تجربة تعليمية متكاملة، فضلًا علي توافر المنصات الرقمية وتطوير منصات مثل نظام إدارة التعلم (LMS) ونظم تخطيط موارد المؤسسات (ERP) لتسهيل الإدارة الأكاديمية والمالية، كما تم تطبيقه في الجامعات المصرية ضمن خطة التحول الرقمي، هذا بجانب الأمن السيبراني لضمان حماية البيانات والبنية التحتية الرقمية عبر تطوير سياسات أمنية متقدمة، خاصة مع زيادة الاعتماد علي التكنولوجيا في التعليم.  

يقول د. طارق عبد الملاك، رئيس جامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، إن الدولة تركز علي هذا النوع من التعليم لأنه يربط التعليم بسوق العمل مباشرة، ويسمح بالاطلاع علي أهم المعايير التي يحتاج لها السوق حتي يتم وضع برامج دراسية مناسبة، وهذا الأمر لا يوجد في التعليم الأكاديمي، وللإعلام دور كبير للتوعية بأهمية التعليم التكنولوجي، فالثورات الصناعية تتطلب هذا النوع من التعليم، ولا يعني ذلك إلغاء التعليم الأكاديمي ولكن يكمل بعضها بعضًا، كما أن  البرامج الدراسية متطورة ويحتاج لها سوق العمل، ومنها الأوتوترونكس، والأطراف الصناعية والطاقة الجديدة والمتجددة والبترول داخل الجامعة، ومن خلال الممارسة أثناء الدراسة والتدريب داخل المصانع استطاع الطلاب الذين تخرجوا خلال العامين الماضيين الالتحاق بتلك الشركات عقب الدراسة، ولكن نسبة كبيرة من رجال الصناعة ليس لديهم المعلومات الكافية عن أهمية التعليم التكنولوجي.. ومن هنا يأتي دور الإعلام في التوعية بأهمية التعليم التكنولوجي حتي يمكن مشاركة عدد أكبر من رجال الصناعة ورجال الأعمال في دعم ذلك المجال الواعد.

أوضح أن هناك بعض التحديات، ومنها التدريب الجيد لأعضاء هيئة التدريس، وقد وضعت الدول الكبيرة لنفسها قوانين وتشريعات لربط التعليم بسوق العمل، وهذا الأمر يتم العمل عليه حاليًا في مصر.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :