اخبارك الان

ايران… “قوس قزح” حلقة في مسلسل إعلام اللوبيات لعرقلة المفاوضات - اخبارك الان

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ايران… “قوس قزح” حلقة في مسلسل إعلام اللوبيات لعرقلة المفاوضات - اخبارك الان, اليوم السبت 10 مايو 2025 04:38 مساءً

محمد حسن قاسم – طهران

في خضم أجواء من التفاؤل الحذر الذي أبدته كل من طهران وواشنطن بعد جولات ثلاث من المفاوضات الأمريكية – الإيرانية غير المباشرة، نشرت شبكة “فوكس نيوز” تقريرًا يدعي وجود منشأة نووية سرية في محافظة سمنان الإيرانية تمتد على مساحة 2500 فدان، ويحمل الموقع الاسم الرمزي “قوس قزح” وفقا لما نقل عن مصادر مرتبطة بمن قال الجانب الإيراني بمنافقي خلق، ويُزعم أن الموقع يعمل منذ أكثر من عقد تحت غطاء شركة لإنتاج المواد الكيميائية تُعرف باسم “ديبا إنرجي سيبا”، لانتاج مادة التريتيوم المشعة المرتبطة بتطوير الأسلحة النووية. التقرير، الذي أرفق بصور أقمار صناعية، أثار جدلاً واسعًا، خاصةً وأنه جاء في توقيت حساس يتزامن مع محاولات استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة برعاية عمانية في جولة رابعة تأتي بعد وضع أطر عامة في الجولات السابقة واستباقاً لزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة.

تصريحات ماركو روبيو: اعتراف بحق إيران في برنامج نووي مدني

تأتي هذه التقارير الإعلامية في وقت استطاعت فيه المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة إحداث خرق كبير في جدار التصلب الأمريكي، تمثل في عدة تصريحات وإشارات على رأسها تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حول إمكانية امتلاك إيران برنامجًا نوويًا مدنيًا، على الرغم من مواقفه السابقة المتشددة تجاه إيران، هذا التصريح يُعتبر تحولًا لافتًا في السياسة الأمريكية إلا أنه لا ياتي في سياق واحد مع توجهات وتمنيات رئيس وزراء الكيان الصهيوني فيما يتعلق بالتعامل مع ملف إيران النووي.

إيران: اتهامات بالتضليل والتخريب

لم يتأخر رد إيران على اتهامات “فوكس نيوز”، فسرعان ما نشر عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، تغريدة عبر منصة  X، قال فيها: “مع استئناف المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، يتم نشر المزيد من “الصور الفضائية المخيفة” بدقة وحسابات مدروسة. نتنياهو، الذي لم يعد يملك أي مصداقية بعد أن أصبح معرقلًا للأمور، يواصل سياسة “فرض قراراته على ترامب”، مستعينًا بجميع أتباعه القدامى والجدد. هذه المرة، لجأ إلى عملاء إيرانيين متواضعي المستوى كانوا تابعين لصدام. قد تكون أجورهم منخفضة، لكن توظيف جماعة منحرفة لا يعكس سوى حالة يأسٍ مطلقة.”

رد عراقجي يشير بوضوح إلى أن الجانب الإيراني يعتبر هذه التقارير محاولة متعمدة من قبل الكيان الصهيوني لإفشال أي تقدم في المفاوضات النووية مستعينين بحلفائهم في الإعلام الأمريكي الذي سجلت المراحل السابقة نشره لتقارير مضللة بدوافع سياسية ترعاها مجموعات ضغط صهيونية.

سجل “فوكس نيوز” في نشر التقارير المضللة

تدليس آلة الإعلام الأمريكي ليس جديداً، فسجل “فوكس نيوز” بنشر تقارير غير دقيقة أو مضللة طويل وقضاياها الخاسرة كثيرة وعلى رأسها قضية سيث ريتش (2017) التي نشرت “فوكس نيوز” تقريرًا عنها يدعي أن الموظف في اللجنة الوطنية الديمقراطية الأمريكية سيث ريتش كان على اتصال بـ “ويكيليكس” قبل مقتله، مما أثار نظريات مؤامرة. لاحقًا، تم سحب التقرير بعد أن تبين أنه غير مدعوم بأدلة.

وكذلك ادعاءات فوكس نيوز بتزوير الانتخابات (2020) حين روّجت الشبكة لمزاعم بأن شركتي “دومينيون” و”سمارت ماتيك” لتقنيات التصويت شاركتا في تزوير الانتخابات الرئاسية الأمريكية. أدى ذلك إلى رفع دعاوى قضائية ضد “فوكس نيوز”، وانتهت بتسوية مالية ضخمة بلغت 787.5 مليون دولار.

بالطبع فلسطين وإيران كانتا دائماً هدفاً لفبركات هذه الشبكة وغيرها من أدوات اللوبي الأمريكي ففي عام 2018 نشرت تقريراً مزيفاً عن منح الجنسية لإيرانيين ادعت فيه بأن إدارة أوباما منحت الجنسية لـ 2,500 إيراني كجزء من الاتفاق النووي، وهو ما نفته مصادر رسمية أمريكية لاحقاً لينضم الخبر لسجل فوكس نيوز المضلل.

طبعاً كل هذه التقارير ومحاولات التأثير ما هي إلى جزء من ملف التأثير الصهيوني على الإعلام الأمريكي الواسع والقديم. ففي تحقيق صحفي لـ مينت برس نيوز تبين أن العديد من الموظفين السابقين في جماعات الضغط الإسرائيلية، مثل أيباك وStandWithUs وCAMERA، يعملون في وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، بما في ذلك فوكس نيوز، الأمر الذي أدى إلى تضارب مصالح غير معلن. كما توصل التحقيق إلى أن بعض العاملين في غرف الأخبار كانوا جواسيس أو عملاء استخبارات إسرائيليين سابقًا، وهو ما يؤكد تأثيرهم على تغطية الأخبار المتعلقة بإيران وكل ما يتعلق بالمصالح الصهيونية. هذا النفوذ الإعلامي يُعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع للضغط السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة لصالح إسرائيل.

“إسرائيل”: استراتيجية التخريب والاغتيالات

بالطبع التأثير الصهيوني المباشر لإحداث أي خلل ممكن في برنامج إيران النووي لم يتوقف على مدى السنوات الماضية، فاتبع الكيان سياسة تهدف إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني من خلال تورطها بعمليات تخريبية مباشرة أو مدفوعة كالتفجيرات في منشآت “نطنز” عام 2020  أو استهدف شركات الطاقة الداعمة وغيرها من عمليات زرع أجهزة تخريبية، أو اغتيالات استهدفت علماء نوويين إيرانيين بارزين، كمحسن فخري زاده في نوفمبر 2020، إلى جانب هجمات سيبرانية استهدفت البنية التحتية النووية والصناعية الإيرانية بهدف إبطاء تقدم إيران النووي وإفشال أي جهود دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق.

بين التصعيد والحوار

تقرير “قوس قزح” ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة من محاولات تيار أمريكي متشدد يرعى مصالح الكيان الصيهوني في المنطقة والعالم، ويهدف إلى تعطيل أي تقدم في الملف النووي الإيراني رغم الرغبة الواضحة لدى ترامب بإنهاء هذا الملف على طاولة المفاوضات بأسرع وقت ممكن نظراً للأولويات المتزاحمة التي يضعها الرئيس الأمريكي الجديد على جدول أعماله، فهل تساعد هذه الرغبة الأمريكية في دفع الجهود الدبلوماسية إلى كسر دائرة التصعيد رغم وجود تصاعد في التوترات الإقليمية، أم أن المساعي الخفية للوبي الصهيوني ومن خلف الكيان ستجرّ المنطقة إلى مزيد من التوترات؟

المصدر: موقع المنار

أخبار متعلقة :