نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : اليمن العظيم في زمن الأذلاّء والمطبّعين - اخبارك الان, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 11:30 مساءً
نشر في الشروق يوم 05 - 05 - 2025
بينما يأبى العرب قاطبة ان يكونوا في مستوى اللحظة التاريخية التي يمرّ بها الوطن العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية والابادة الجماعية الجارية في غزّة، يخرج من بين كل هذا الهوان والذلّ والتواطؤ اليمن متفرّدا بالعزة والكرامة والشهامة، متحدّيا ببساطة ما يملك جبروت الاحتلال الصهيوني والأمريكي.
"اليمن السعيد" او "اليمن العظيم، كان ولا زال منذ بداية حرب الابادة على قطاع غزة، داعما وسندا شعبيا وعسكريا لفلسطين ولقطاع غزة الذي يتعرّض لمأساة وحشية بينما بقية العرب يأخذون وضع المتفرّج والمتهاون والمطبّع.
وفي آخر جولة من جولات الشرف والعزّة، أجبرت المقاومة اليمنية وبصاروخ واحد شعب الاحتلال على الاختباء بالملايين داخل الملاجئ، مزلزلة بذلك أركان الكيان المحتل الذي يعجز العرب حتى على تحدّيه في ادخال المساعدات الى 2.4 مليون جائع في قطاع غزة.
الصاروخ اليمني الذي تحدّى كل منظومات الدفاع الجوية الصهيونية والامريكية وسقط في مطار بن غوريون، وأجبر كبرى شركات الطيران العالمية على إلغاء رحلاتها الى الاحتلال، لم يكن مجرّد صاروخ بل حمل في وقوده شرف كل انسان عربي فيه ذرّة من النخوة والأنفة والعزة.
اضافة الى ذلك و"تماديا" في الدفاع على شرف هذه الأمّة، أعلنت المقاومة اليمنية وفي خطوة تاريخية حتى وان كانت رمزية، عن فرض حصار جوي شامل على الكيان الصهيوني ردا على توسيع عمليات الابادة في قطاع غزة.
الغريب بل و المثير أكثر، أن اليمن الذي يتحدّى جبروت وغطرسة واجرام الكيان الصهيوني وحيدا ويدكّه بالصواريخ والمسيّرات، يتعرّض لحملة جوية وحشية من أكبر قوة عسكرية في العالم وهي الولايات المتّحدة الامريكية.
لكن لا يبدو رغم ذلك، أن اليمن استوحش طريق الحق لقلّة سالكيه، بل انبرى حاملا لواء الشرف والعزّة على محدودية امكانياته، تاركا للعرب من حوله الخزي والعار والصفحات السوداء في التاريخ.
هذا الصمت والهوان والتواطؤ وسياسة النعامة التي تتّبعها الأنظمة العربية، شجّعت وتشجّع الاحتلال على الاستفراد بالبلدان العربية، من فلسطين الى لبنان وصولا الى سوريا التي يقطّع أوصالها الاحتلال.
وواهم من يظنّ أن الدور ليس آت على الجميع، إنّما هي مسألة توقيت وأولويات وسيأتي الدور على الجميع، من مصر الى الأردن وصولا الى السعودية والعراق، فهذا الزمن هو زمن "اسرائيل الكبرى" ولن يستثنى أحد إن كان مطبّعا او تابعا أو خانعا.
فالاحتلال حسم أمره تماما، وخلق اللحظة المناسبة لتحقيق أحلامه على أرض الواقع، وبقراره المصادقة على توسيع عملية الإبادة في غزة، التي تعني احتلال كامل القطاع والبقاء فيه وبالتالي تنفيذ مخطّط التهجير، سيأتي الدور تباعا على الجميع.
سقوط قطاع غزة بيد الاحتلال، سيعني بالضرورة أنّه آخر حصن وأوّل خطوة نحو تطبيق مخطّط "اسرائيل الكبرى"، وستسقط كل القلاع تباعا وسيصبح ما كان مستحيلا ممكنا ولن تظلّ هناك أي خطوط حمراء.
لم يكن للعرب يوما خطوط حمراء، بل كان دمهم دائما هو ما ترسم به الحدود والجغرافيا، وليس بأيديهم إلا البكاء( الي استحوا ماتوا) على شرف وعزّة وكرامة لم يحافظوا عليها كالرّجال.
بدرالدّين السّيّاري
.
أخبار متعلقة :