ويأتي هذا المشروع كخطوة مهمة نحو تقليل الانبعاثات الكربونية، ومواجهة ظاهرة حرق المخلفات التي تضر بالصحة العامة وتزيد من معدلات تلوث الهواء.

وأوضح الدكتور أيمن الشاويش، رئيس مجلس إدارة جمعية شباب مصر للتنمية، أن المشروع يهدف بالأساس إلى تعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري، والاستفادة من الموارد المهملة عبر تحويل المخلفات الزراعية، مثل مخلفات أشجار الكافور، وقصب السكر، وعروش الطماطم، وغيرها من المخلفات، إلى كبسولات فحم مضغوطة تُستخدم كوقود بديل آمن ومستدام.

وأضاف أن الكبسولات الناتجة قادرة على الاشتعال لمدة تصل إلى ثلاث ساعات، ما يجعلها خيارًا فعالًا للقطاعات الصناعية التي تعتمد على مصادر طاقة رخيصة ومستقرة.

وأشار "الشاويش" إلى أن المشروع لا يقتصر على البُعد البيئي فحسب، بل يمتد أثره إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، إذ يوفر نحو 35 فرصة عمل مباشرة، إلى جانب تحسين دخل أكثر من 70 أسرة من المشاركين في جمع وتصنيع الكبسولات، فضلاً عن تشغيل مدير ومحاسب للمشروع، ما يسهم في دعم الأسر الأكثر احتياجًا وتعزيز التنمية المجتمعية في قرى قنا.

وأضاف أن الجمعية تولي اهتمامًا كبيرًا برفع الوعي البيئي لدى المجتمعات المستهدفة، وقد بدأت حملات توعوية شاملة في قرى مركز قنا لتثقيف المواطنين بأهمية المشروع، وتشجيعهم على المساهمة في جمع المخلفات الزراعية بدلاً من حرقها أو التخلص منها بشكل ضار بالبيئة.

وأكد "الشاويش" أن المشروع يمثل نموذجًا متكاملًا للتنمية المستدامة، ويعكس قدرة منظمات المجتمع المدني على تقديم حلول عملية لقضايا البيئة والبطالة في وقت واحد، مشيرًا إلى تطلع الجمعية لتوسيع نطاق المشروع مستقبلاً ليشمل مراكز أخرى بالمحافظة، مع السعي لإقامة شراكات مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لدعم هذه المبادرة البيئية الطموحة.

وفي إطار التوسع في نشر الفكرة وتنمية المهارات، أطلقت الجمعية ورشة عمل تدريبية بمقر مركز التكوين المهني بالصالحية تستمر على مدار ثلاثة أيام، بحضور المهندس أسعد محمد، رئيس قسم التوعية والإعلام البيئي بجهاز شؤون البيئة فرع قنا، والذي استعرض خلال اليوم الأول مفاهيم البيئة، وأهم مصادر التلوث، وطرق الوقاية من الأثر البيئي الضار للممارسات الزراعية الخاطئة، ويتضمن اليومان الثاني والثالث تطبيقات عملية على إنتاج كبسولات الطاقة، بدءًا من مرحلة تجميع المخلفات، مرورًا بالفرم، وصولاً إلى مرحلة الكبس والتجفيف.

شهدت الورشة حضور مبارك حنفي، المذيع بإذاعة جنوب الصعيد، والمهندس أحمد حسين رشاد، مدير المشروع، وزينب عبد الباسط، مشرف الإنتاج بالمشروع، بالإضافة إلى أكثر من 35 سيدة من العاملات في المشروع، اللاتي أبدين حماسًا كبيرًا للمشاركة في هذا النشاط الريادي.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل