النساء الحوامل في غزة يصارعن الجوع والتشوهات - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النساء الحوامل في غزة يصارعن الجوع والتشوهات - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 12:13 مساءً

لم تقتصر معاناة النساء الحوامل في قطاع غزة على آلام الحمل والتعب والإجهاد الناتجة عن التفكير في ساعة المخاض والولادة، وما بعدها من مشقة، بل ازدادت قسوة مع ملاحقة شبح المجاعة لهن، أسوةً بباقي الفلسطينيين المحاصرين المكتوين بنار الحرب.

فقد انقطعت الفيتامينات والحديد والمكملات الغذائية الخاصة بالحوامل من الصيدليات، بل حتى من مراكز الصحة والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة، بعد أن منعت قوات الاحتلال دخولها إلى القطاع منذ قرابة ثلاثة أشهر، ضمن سياسة تجويع ممنهجة تستهدف الشعب الفلسطيني، عبر منع المواد الأساسية بما فيها الدقيق، وقد بدا أثر هذه السياسة واضحًا، بعدما ضرب إعصار المجاعة بطون الغزيين المنهكة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ نحو عشرين شهرًا.

وتقول السيدة الحامل آلاء الحلاق: "أصابت المجاعة كل فرد في قطاع غزة، وأنا كسيدة حامل لم أتناول الخبز منذ أكثر من أسبوعين، فضلًا عن حرماني من تناول أية أطعمة مفيدة تحتوي على الحديد والكالسيوم الضروريين خلال فترة الحمل، وأخشى أن يؤثر ذلك سلبًا على جنيني".

وتتابع: "أصبحت أشعر بالتعب والإرهاق الشديدَين نتيجة قلة المغذيات، وأصبحت مفاصلي تؤلمني، فلم أعد قادرة على ممارسة حياتي الطبيعية، خاصة أن الجنين يتغذى مما تأكله الأم، وأنا لم آكل شيئًا مفيدًا منذ فترة طويلة، وأشعر بأنه يتغذى على عظامي التي باتت تؤلمني وتؤرق نومي، في ظل افتقار الراحة بسبب ظروف الحرب والمعاناة القاسية والعيش في الخيام".

أما السيدة الحامل سماح رضوان فتقول: "أكثر ما أخشاه في ظل المجاعة وافتقار الصيدليات والمراكز الصحية إلى المكملات الغذائية الخاصة بالحوامل، أن أُجهض جنيني، خصوصًا أنني أجهضت مرتين سابقًا، وتوفي لي طفل بعد شهرين من ولادته نتيجة نقص المعادن وعدم توفر الرعاية".

وتضيف: "المجاعة ونقص المكملات يصيبان المرأة الحامل بالهزال والإرهاق أكثر من غيرها، لأنها وجنينها يحتاجان إلى الغذاء والدعم الغذائي. وإن تمكنت الحامل من إكمال الأشهر التسعة، فإنها ستعاني بعد الولادة فقر الدم وضعفا شديدا، وكذلك سيكون المولود ضعيفًا وهزيلاً، وسينعكس ذلك على حليب الأم، الذي سيكون فقيرًا بالمغذيات، فيؤدي إلى مشكلات صحية للطفل".

وتقول السيدة سامية أحمد: "حالي ليس أفضل من النساء الحوامل الأخريات. لم أتناول أي نوع من اللحوم أو الدواجن أو البيض أو الحليب أو الأسماك منذ فترة طويلة، والمجاعة ضربت أركان القطاع. حتى الخبز لم نحصل عليه منذ قرابة الشهر، وهو من أبسط ما يسد الجوع ويوفر طاقة لممارسة الحياة اليومية".

وتضيف: "أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن يُسمح بإدخال كل أنواع المواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية، وكذلك الأدوية والمكملات والفيتامينات والمعادن الخاصة بالحوامل، حتى نتمكن من استعادة صحتنا وبناء أجسادنا وأجساد الأجنة، كي لا يولدوا بإعاقات جسدية أو تشوهات دماغية نتيجة حرمان الأمهات من التغذية السليمة أثناء الحمل".

وتتابع: "كلي أمل أن أتمكن من ولادة طبيعية، وأن يرى جنيني النور في ظروف أفضل من تلك التي نعيشها، خاصة أنني أنتظر هذه اللحظة منذ خمس سنوات من الزواج، ولم أُرزق بطفل حتى الآن". وأكدت أن "المجاعة إعصار ثائر ضرب أركان القطاع، ولا يُعلم متى سينتهي".

من جهته، قال الدكتور عدلي الحاج، أخصائي النساء والتوليد: "النساء الحوامل في قطاع غزة يتعرضن لأبشع جريمة تجويع لم تُسجل في أي مكان في العالم. بعضهن لم يحصلن، حسب شهاداتهن، على قطعة خبز منذ أسبوعين أو ثلاثة، في ظل انقطاع كل أنواع المواد الغذائية منذ أكثر من شهرين، نتيجة إغلاق المعابر ومنع الاحتلال إدخال أي شيء إلى القطاع، وسط صمت دولي مخزٍ".

وأكد الحاج أن "النساء الحوامل يعانين سوء التغذية، وآلام الحمل، والولادة المبكرة، والإجهاضات، إضافة إلى فقر الدم وتشوهات الأجنة، وكلها ناجمة عن نقص المكملات الغذائية والفيتامينات والمعادن التي يمنع الاحتلال وصولها إلى غزة".

وانهار الحاج باكيًا وهو يتحدث عن معاناة الحوامل، مطالبًا العالم بالتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة التي تُمارس بحق النساء والأطفال في القطاع.

أما الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي، فقال: "هناك نقص حاد في المغذيات التي تحتاج إليها السيدات الحوامل، مثل: حمض الفوليك، وأوميغا 3، وفيتامين ب12".

وتابع: "أقراص حمض الفوليك لم تعد متوفرة بسبب استمرار إغلاق المعابر، ونقصها يؤدي إلى ولادة أجنة دون دماغ أو بتشوهات في بعض أجزاء الدماغ، ما يؤدي إلى تأخر عقلي وحركي لدى الطفل".

وأضاف: "عند اكتشاف تشوه في الأنبوب العصبي للجنين خلال الـ120 يومًا الأولى من الحمل (قبل نفخ الروح)، نحصل على فتوى شرعية لإنهاء الحمل. ولا يكاد يمر أسبوع دون استقبال حالة أو حالتين من هذا النوع".

وقد سُجلت حالة ولادة لطفل دون دماغ في محافظة شمال قطاع غزة، نتيجة نقص حمض الفوليك وبعض المعادن الأخرى، إلى جانب معاناة الأم من سوء التغذية خلال المجاعة الأولى التي ضربت شمال القطاع العام الماضي.

وأشار تقرير دولي عن المجاعة في غزة إلى أن جميع سكان القطاع يواجهون انعدامًا حادًا للأمن الغذائي، وأن 47,000 شخص يعيشون في المرحلة الخامسة من الكارثة الغذائية، و1.15 مليون في المرحلة الرابعة (الطوارئ)، و500,000 في المرحلة الثالثة (الأزمة).

وبين التقرير أن عدد من يواجهون خطر المجاعة في المرحلة الخامسة تضاعف منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، إذ ارتفع من 244,000 إلى 470,000.

كما أشار مركز حقوقي إلى أن نحو 60 ألف سيدة حامل في قطاع غزة يعشن ظروفًا إنسانية شديدة القسوة، بسبب الحصار ومنع دخول المساعدات والرعاية الطبية منذ مطلع مارس/آذار الماضي، مؤكدًا أن هذه السياسة تمثل أحد أركان جريمة "منع الولادات القسري" المصنفة كجريمة إبادة جماعية حسب اتفاقية عام 1948.

وفا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق