مستشار عام الإعلام والتوجيه بوزارة التربية : 7 بالمائة فقط من التلاميذ يختارون شعبة الرياضيات و دعوات لإصلاح جذري في التوجيه - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مستشار عام الإعلام والتوجيه بوزارة التربية : 7 بالمائة فقط من التلاميذ يختارون شعبة الرياضيات و دعوات لإصلاح جذري في التوجيه - اخبارك الان, اليوم الخميس 8 مايو 2025 03:56 مساءً

مستشار عام الإعلام والتوجيه بوزارة التربية : 7 بالمائة فقط من التلاميذ يختارون شعبة الرياضيات و دعوات لإصلاح جذري في التوجيه

نشر في باب نات يوم 08 - 05 - 2025

307929
كشف مستشار عام في الإعلام والتوجيه بوزارة التربية، المنصف الخميري، أن نسبة التلاميذ الذين يتمّ توجيههم إلى شعبة الرياضيات بعد السنة الثانية من التعليم الثانوي لا تتجاوز حاليًا 7 بالمائة، بعد أن كانت تقارب 20 بالمائة قبل نحو 25 سنة.
وذكر الخميري، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الخميس، على هامش الندوة الختامية لمشروع " الشّراكات الفاعلة من أجل البحث التشاركي للتربية في تونس"، أن عزوف التلاميذ عن اختيار شعبة الرياضيات انعكس سلبًا على نسبة الناجحين فيها سنويًا في امتحان البكالوريا، مشيرًا إلى أن بكالوريا 2024 شهدت نجاح حوالي 7000 تلميذ فقط في هذه الشعبة، مقارنة بنحو 30 ألف تلميذ نجحوا في بكالوريا شعبة الاقتصاد والتصرف.
وأكد أن شعبة الرياضيات توفّر عروض تكوين في التعليم العالي ذات مردودية عالية، لا سيما تلك التي تعتمد على التميز والتفوق الأكاديمي، إذ تستوعب أعدادًا كبيرة من تلاميذ هذه الشعبة، حيث يتمّ، حسب قوله، وعلى سبيل المثال، قبول حوالي ألف تلميذ من المتفوقين في الرياضيات في مدارس ومعاهد عليا، مثل معهد "باستور" في مرسيليا، وبعض الجامعات الألمانية والفرنسية، إضافة إلى مؤسسات التميز في تونس، مثل الأقسام التحضيرية.
وعبّر، في المقابل، عن أسفه لعدم توفر العدد الكافي من تلاميذ هذه الشعبة لتغطية حاجيات بقية المؤسسات الجامعية، التي تحتاج إلى هذا النوع من الكفاءات، سواء في مجالات التصرف أو العلوم الأساسية أو التكنولوجيا.
وأوضح أن عزوف التلاميذ عن شعبة الرياضيات يعود، في جزء كبير منه، إلى ضعف مكتسباتهم في المرحلة الابتدائية، مستندًا إلى عدد من الدراسات، من بينها تقرير "اليونيسيف" لسنة 2021، الذي بيّن أن 74 بالمائة من الأطفال التونسيين، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة، يعانون من ضعف شديد في مادة الحساب، مقابل 34 بالمائة يعانون من صعوبات في القراءة والكتابة.
وذكر الخميري، في هذا السياق، أن مشروع "الشراكات الفاعلة من أجل البحث التشاركي للتربية في تونس"، الذي تنظمه، على مدى يومين، بالمركز الوطني لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي، وزارة التربية ووزارة التعليم العالي بالشراكة مع المعهد الفرنسي بتونس، يهدف، إلى معالجة ظاهرة العزوف المتزايد لدى التلاميذ التونسيين عن الشعب العلمية، وخاصة شعبة الرياضيات وإلى مراجعة المسالك التكوينية للمعلمين.
وبيّن أن هذه المسالك التكوينية كانت موجهة في السابق أساسًا لتلاميذ الشعب الأدبية، غير أنه لا يمكن اليوم مواصلة نفس النهج، مقدّرا أنّه من غير المعقول الاعتماد على معلمين يعانون من ضعف في مادة الحساب لتدريس هذه المادة في المرحلة الابتدائية.
وأضاف قائلا : "من الضروري تغيير المقاربة، بحيث يتم توجيه أكبر عدد ممكن من المتفوقين في الشعب العلمية نحو المعهد العالي لتكوين المعلمين، الأمر الذي سينعكس إيجابيًا على تكوينهم، وعلى مخرجات التعليم في المراحل الأولى".
وأوصى محدّث "وات"، أساسا بضرورة تغيير نموذج تكوين المدرسين، مشيرًا إلى أن المقاربات المعتمدة حاليًا تفتقر إلى الجوانب التفاعلية واللعب، التي من شأنها تسهيل تعلم الرياضيات وتقريبها من ذهن التلميذ.
وقال إن تونس تحتاج إلى سياسة وطنية تقلّص التوجيه المفرط نحو شعب الآداب والاقتصاد، مع وجود تفاوت كبير بين الجهات لافتا إلى أن ولاية صفاقس تسجّل نتائج نجاح مرتفعة في امتحان البكالوريا بفضل التوجيه القوي نحو شعبة الرياضيات.
وفي المقابل، أقرّ مستشار عام في الإعلام والتوجيه بأن وزارة التربية تحتاج إلى إرساء برامج تدعم المواد العلمية منذ المرحلة الابتدائية، في ظل هيمنة المواد الاجتماعية على حساب مادة الرياضيات.
وخلص إلى أن الإشكال لا يقتصر فقط على مسألة التوجيه، بل يمتد إلى النظرة المجتمعية السلبية تجاه مادة الرياضيات، فضلًا عن غياب تكافؤ الفرص في التكوين المبكر، وهو ما يفسر تزايد الإقبال على شعبة الاقتصاد والتصرف.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق