رواية “سقوط الدكتاتور” في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب لجمال المسالمة… ذاكرة الثورة بين التهجير والانتصار - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رواية “سقوط الدكتاتور” في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب لجمال المسالمة… ذاكرة الثورة بين التهجير والانتصار - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 05:16 مساءً

دمشق-سانا

وقف بطل رواية سقوط الدكتاتور “محمود” المهجّر أمام المقعد يوزع نظراته بين أمه التي تمسكت بمقبض باب الحافلة وهي تنتحب وترفض هجرة قطعة من روحها، وبين أبيه الذي توارى خلف الحافلة ليداري دموع القهر كي لا يراها محمود مشروع النصر القادم وأمل الأمة الحي، وبين شام الحبيبة التي رفعت علم الثورة على شباك غرفتها، وهو يودعهم ويودع حجارة الرصيف وشجيرات الجوار.

في حقيبته الصغيرة كانت أشياؤه القليلة، وأحلامه الكبيرة، وكسرة من خبز أمه… هذا المشهد الذي وثّقه الروائي جمال المسالمة لبطل روايته “سقوط الدكتاتور” لم يكن من نسج الخيال، بل واقع مرير تكرّر في حياة آلاف السوريين الذين هجّروا قسراً خلال سنوات الثورة.

ومن رحم هذه اللحظات الإنسانية، جاءت الرواية التي وقّعها الكاتب السوري ضمن فعاليات معرض أبو ظبي الدولي للكتاب 2025، في جناح دار نينوى للنشر والتوزيع، وسط تفاعل لافت من القرّاء والمهتمين بالشأن الثقافي السوري والعربي.

رواية الثورة: بين الوجع والنصر

تسرد الرواية مشاهد من الثورة السورية، من فصول التهجير والنزوح القسري، وصولاً إلى لحظة النصر وسقوط النظام، بأسلوب جمع بين الواقع والخيال، مانحةً مراحل الثورة السورية صوتاً أدبياً باقياً على طول الزمان.

جمال المسالمة.. كتبت الرواية في عشرة أسابيع

يقول المسالمة في حديث مع سانا الثقافية: “بدأت كتابة الرواية بعد سقوط النظام، وأنجزتها خلال عشرة أسابيع، لم تكن استعادة للذاكرة فقط، بل محاولة لتوثيق حدث مفصلي في تاريخ الشعب السوري، آملاً أن تكون هذه الرواية شعلة مضيئة على طريق نضال الشعوب ضد الظلم والاستبداد”.

ويتابع المسالمة بقوله: “الرواية فكرة، والفكرة لا تموت، وهي كتاب يتداوله الناس ويحتفظ به المثقفون ويخلّده القرّاء في عقولهم ووجدانهم قبل أن يحتفظوا به على رفوف مكتباتهم”.

الرواية ما بين الواقع والخيال

يوضح المسالمة رؤيته لخلق التوازن بين التوثيق والخيال في العمل الأدبي، قائلاً: “التوثيق الأدبي عمل يقف على قدمين، أولهما أحداث واقعية، وثانيهما أحداث ينسجها خيال الكاتب، فإذا طغى الواقع على الخيال يجنح العمل نحو التاريخ، وإذا طغى الخيال على الواقع نبتعد عن الحدث، نحقق التوازن من خلال شخصيات قد لا تنتمي لبيئة العمل، لكنها تحمل جينات أهل الأرض وهمومهم.

ويضيف المسالمة: “في هذا النوع من الأدب تتدفق الأحداث ضمن سيرورة من الإثارة والتشويق تخضع لإضافات ومحسنات أدبية، على أن نجعل الخيال خادماً للحقيقة لا مزيفاً لها”.

سردية مستمرة لذاكرة وطن

لم تكن “سقوط الدكتاتور” التجربة الأولى للكاتب في معالجة الذاكرة السورية عبر الأدب، فقد قدّم المسالمة سابقاً أعمالاً روائية وثّقت محطات مختلفة من التاريخ السوري المعاصر، وعبر عن ذلك المسالمة بقوله: “وثّقت في رواية “مملكة جبل” بدء عهد الاستبداد والديكتاتورية في الستينيات وحتى الثمانينيات، وفي رواية “أحلام خلف القضبان” وثّقت الحياة السياسية والاجتماعية وجوانب أخرى للاستبداد في فترة الثمانينيات وحتى سقوط بغداد 2003، كما وثّقت انطلاقة الثورة السورية في مهدها في رواية “بركان الجنوب”، ومعاناة السوريين في مخيمات اللجوء وبلدان اللجوء وموتهم في البحار في رواية “مقابر عائمة”.

ويأمل المسالمة أن يوثق مرحلة نهوض سوريا من جديد، وهي تحقق العدالة الانتقالية، وتتحول لدولة بمصاف الدول المتقدمة في كل نواحي الحياة.

الأدب وثيقة وطنية حية

يبقى الأدب وثيقة موازية للتأريخ، يحمل في طيّاته صدق الشعور وعمق التجربة، فكم من لحظة تاريخية لم ندرك كنهها إلا من خلال الفنون والآداب، فمن خلال الرواية لا نقدم سرداً أدبياً فقط، بل نوثّق عمق تجربة الإنسان لتكون امتداداً لذاكرة وطنية تقاوم النسيان، مضيئةً الطريق للأجيال القادمة.

تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق