نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
''كوكوميلون'': قناة للأطفال ولكن حذاري منها - اخبارك الان, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 05:33 مساءً
نشر في تونسكوب يوم 05 - 05 - 2025
تشهد قناة "كوكوميلون" (Cocomelon) الموجهة للأطفال على منصة يوتيوب نجاحًا عالميًا منقطع النظير، حيث تجاوز عدد مشتركيها 200 مليون، وتُسجَّل مقاطعها مليارات المشاهدات. لكن خلف هذا النجاح التجاري، تُثار اليوم مخاوف جدية حول تأثير هذا المحتوى على الأطفال الصغار، وخاصة من هم دون سنّ الثالثة.
نجاح باهر... وأرقام قياسية
تُعد "كوكوميلون" من أكثر القنوات مشاهدة على يوتيوب عالميًا، ويصل متوسط مشاهدة بعض أغانيها إلى 300 مليون في أسبوع واحد، بينما حقّقت إحدى الأغاني الشهيرة بها قرابة 7 مليارات مشاهدة. وقد غزت هذه المقاطع الرقمية شاشات الأطفال في المنازل حول العالم، بما في ذلك في تونس، حيث تشير تقارير إلى أنها تجاوزت المليون مشاهدة في فرنسا وحدها لبعض المقاطع.
مخاوف علمية وتحذيرات تربوية
ورغم الصورة الظاهرة للمحتوى، والتي توحي بأنه بريء وموجه بشكل لطيف للأطفال، فإن عددًا من الخبراء في علم النفس وتربية الأطفال حذّروا من التأثيرات السلبية العميقة التي قد تخلفها هذه المقاطع على الأطفال.
صحيفة لو باريزيان الفرنسية، وكذلك واشنطن بوست الأمريكية، نشرتا مؤخرًا تقارير تشير إلى أن أطفالًا أصبحوا "مدمنين" فعليًا على مشاهدة "كوكوميلون"، إلى درجة أنهم يدخلون في نوبات غضب حادة وصراخ وبكاء بمجرد محاولة الأهل إيقاف الفيديوهات أو إبعادهم عن الشاشة.
السبب؟ "الدوبامين" و"الإيقاع السريع"
يفسر خبراء الأعصاب هذا التعلّق الشديد بما يُعرف ب"الإدمان السلوكي"، حيث يحفز المحتوى السمعي البصري شديد السرعة، ذو الإيقاع القوي والألوان الزاهية المتكررة، إفراز مادة الدوبامين في دماغ الطفل. وهذه المادة مسؤولة عن الشعور بالسعادة، ما يجعل الطفل في حالة تعلق مرضي بالشاشة، تمامًا كما يحصل مع مدمني الألعاب أو حتى المخدرات.
وتتميز مقاطع "كوكوميلون" بإيقاع سريع جداً، رسومات طفولية ذات عيون مبالغ في حجمها، وموسيقى تكرارية قوية، وكلها عناصر أثبتت الدراسات أنها قد تؤثر سلبًا على الدماغ النامي للطفل، وتؤدي إلى مشاكل في التركيز، فرط نشاط، اضطرابات سلوكية، بل وحتى صعوبات في التفاعل الاجتماعي.
نصائح للأولياء: كيف نحمي أطفالنا؟
في مواجهة هذه الظاهرة، يدعو المختصون الأولياء إلى اتباع نهج يُعرف ب"التربية المضادة للدوبامين" Dopamine Detox Parentingويقوم هذا التوجه على تقليل تعرّض الطفل للمحتوى الرقمي المفرط تدريجيًا، وتعويضه بأنشطة واقعية تحفز على التفكير، اللعب التفاعلي، الحركة البدنية، والرسم أو المطالعة، بما يعيد التوازن النفسي للطفل ويقوي قدراته الإدراكية.
.
0 تعليق