قبل أكثر من ٩٠ عامًا، وصف العلماء لأول مرة العادات المروعة لقاطع الرؤوس في أوروبا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة. تبدأ أنثى الذبابة بمراقبة نملة عاملة مع الحفاظ على مسافة بينهما، حيث لا يتجاوز حجمها رأس النملة.

نقل لويد موريسون، عالم البيئة، في دليل عن طفيليات الحشرات بأمريكا الشمالية، عن العلماء، الذين يراقبون ذباباتالفوريد، أنها "تبدو كبقع دقيقة وزغبية تحوم فوق النمل المضيف". يعيشالذباب البالغ أسبوعًا أو أقل. وعندما ترى الأنثى فتحةً، تندفع وتضع بيضةً واحدة داخل صدر النملة.

تستطيع الذبابةخلال ساعة واحدة أن تقوم بأكثر من 100 محاولة تطفل على النملة.

لا تنجح جميع محاولات وضع البيضة. وعندما تنجح، يدخل مضيفها عالم الموتى السائرين. بعد أن تفقس البيضة، تبقى النملة بضعة أسابيع حتى تستسلم لتلاعبات مهاجمها، فتتعثر بعيدًا عن منزلها وعائلتها، ثم تتعرض لتفريغ رأسها من الداخل إلى الخارج.

بعد أيام من الفقس، تهاجر يرقة الفوريد من صدر النملة لرأسها، ويساعد التحرك السريعلليرقةإلى رأس العائل على تجنب رد الفعل المناعي. طوال فترة الطور الثاني لليرقة، تستقر في تجويف رأس النملة، وتمتص السائل الشبيه بالدم "الدمملمف".

تتغذى اليرقة علىالسائل حتى تصل لطورها الثالث. خلال الأسابيع الأولى، ورغم حمل النملة لطفيلي وتغذيتهداخل رأسها، تبدو عادية وتتصرف بشكل طبيعي.

وجد باحثو جامعة ولاية لويزيانا أن النملة المصابة بالطفيلي تبقى مع رفيقاتهابالعش من 8إلى 10ساعات قبل أن تصبح اليرقة في رأسها جاهزة لتصبح عذراء. ثم تغادر العش للبحث عن الطعام، برفقة غير المصابات. وهذه الرحلة بالنسبة للنملة الزومبي، هي الأخيرة،"ذهاب فقط".

بمجرد الابتعادعن المستعمرة تصبح النملة في مسيرة موت والطفيلي هو المسيطر. ويقول العلماء: "مصطلح "شغالات النمل الناري الزومبي" يصف خضوعها لسيطرة الطفيليات".

أخيرًا، تفرز يرقة الفوريد إنزيمًا يُحلل أغشية الهيكل الخارجي للنملة، فتتوقف عن المشي وتنهار،ثم ينفصل رأسها عن الجسم؛ وتتأثر الأرجل. يضعف فكاها، فلا يمكنها العض أو الحفر. وتلتهم اليرقة،رأس النملة.

الهيكل الخارجي لرأس النملة شديد الصلابة فيوفر حماية إضافية لليرقة المتعذرة. خلال أسبوعين إلى ستة أسابيع، تخرج ذبابة الفوريد البالغة من رأس النملة المنفصل.وبعد سويعات من خروجها، تكون الذبابة البالغة جاهزة للتزاوج، ومواصلة دورتها التكاثرية من جديد.

تعليق صورة

تضع ذبابات قطع الرأس يرقاتها داخل صدر النملة. ثم لا يبقى أمام النملة سوى بضعة أسابيع قبل أن تُؤكل من الداخل إلى الخارج. (حقوق الصورة: armi fauzi / 500px عبر Getty Images)

تعليق صورة

يمكن لأنثى واحدة من Pseudacteon أن تنتج ما بين 200 و300 بيضة تقريبًا، وفي ساعة واحدة قد تقوم بأكثر من 100 محاولة تطفل (مع أنها تضع بيضة واحدة فقط لكل عائل).

تعليق صورة

ذبابة الفوريد (يسار)، Pseudacteon cultellatus، طولها حوالي 1 مم، ونملة نارية حمراء مستوردة (يمين)، Solenopsis invicta، طولها حوالي 3 مم. تستطيع الذبابة وضع بيضها داخل رأس النملة. ثم تقوم يرقات الذباب التي تفقس بقطع رأس النملة ببطء. (حقوق الصورة: سانفورد بورتر)

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل