ناقل الكفر كافر… لا تكن شريكاً في حرب العدو - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ناقل الكفر كافر… لا تكن شريكاً في حرب العدو - اخبارك الان, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 03:11 مساءً

علي علاء الدين

الخطأ الاول الذي يرتكبه العاملون في مجال التحليل السياسي والاعلام هو اعتقادهم ان الاعلام الاسرائيلي هو اعلام موضوعي او يتمتع بشفافية ومصداقية ولكن في الحقيقة فان الاعلام في الكيان الصهيوني محكوم بمعادلة مختلف حيث يتسم بالتعددية الظاهرية من حيث الشكل والمحتوى، لكنه في العمق يوظّف سرديات تخدم توجهات الكيان، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والسياسة الخارجية.

يكشف الواقع الاعلامي في الكيان عن علاقات معقدة بين وسائل الاعلام والسلطة السياسية والامنية والجيش والمؤسسات الاقتصادية الكبرى حيث تعمل كل هذه الوسائل تحت اطر محددة تُراعي “الأمن القومي”، وهو مصطلح مرن يتيح للرقابة العسكرية التدخل في المحتوى الإعلامي الذي يسعى دوما الى تقديم سردية بأن الكيان هو دولة ديمقراطية ذات اعلام حر

مهما برزت الخلافات بين وسائل الاعلام الاسرائيلية فهي لا تتعدى الاختلافات بين الوسائل من حيث التغطية أو المقاربات السياسية، خاصة في الشؤون الداخلية مثل الاقتصاد أو الاحتجاجات. لكنها تتقلص حين يتعلق الأمر بالقضايا المصيرية كالحروب أو السياسات تجاه الفلسطينيين. في هذه اللحظات، تتقارب السرديات إلى حد التوحد: إسرائيل كضحية، والآخر كتهديد وجودي وهذا الاسلوب يشمل كافة وسائل الاعلام الصهيونية بما فيها المنصات الرقمية والتي تخاطب جمهورا أكبر بكثير مثل “ذا تايمز أوف إسرائيل” و”جيروزاليم بوست”، واللتين تستخدمان خطابًا محسوبًا بعناية لاستمالة الرأي العام الغربي، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا.

الإعلام كأداة تلميع للسياسات الخارجية والحروب

يحاول الاعلام الصهيوني بشكل دائم عرض وفرض سرديات تبريرية قائمة على حق الدفاع عن النفس وهذا ما يقوم به حاليا في ظل الانتقادات الكبيرة بشأن المجازر والابادة الجماعية التي يمارسها في فلسطين بشكل عام وفي غزة بشكل خاص هذا التبرير يتكرر بتنسيق متكامل في الصحف والقنوات الاذاعية والتلفزيونية وحتى  وسائل التواصل ، ما يخلق انطباعًا موحدًا عن “الأزمة الوجودية” التي يواجهها الكيان، حتى لو كانت المبادرة إلى العنف تأتي منها.

ومن خلال سرديته يحاول الكيان التأثير على الرأي العام الغربي، خاصة عبر المنصات الناطقة بالإنجليزية مستخدما لغة ناعمة وحقائق انتقائية . وتُستثمر هذه الوسائل في حملات علاقات عامة موجهة بعناية، لتقويض الرواية الفلسطينية، وتصوير إسرائيل كدولة غربية محاطة بالأعداء، بدل كونها قوة احتلال ذات سجل طويل من الانتهاكات والجرائم ضد الانسانية

ومن الادوار الرئيسية التي يلعبها الاعلام هو تعبئة الرأي العام لأي تحرك او تصعيد عسكري فتتحول الاخبار والتقارير كلها طيعة ضمن سياق للدفاع عن مشروع العنف كوسيلة للدفاع متغافلا عن الضحايا والمجازر والابادة  التي يرتكبها و يحولهم الى ارقام لسحب الانسانية منهم ولسحب تأثيرهم على الضمير العالمي المفقود أصلا

الاعلام ونتنياهو

تبرز سمة الشخصنة في التغطية السياسية للاعلام الصهيوني الحالي ففي مراقبة بسيطة لما يبث أو يكتب نجد أن المحور الرئيسي هو رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو وهو دوما محور النقاش وبينما نجد بعض الوسائل تحتضنه كرمز للامن وتحقيق المشاريع الكبرى نجد بعضها الاخر يشن عليه هجمات متكررة تتعلق بمحاكمته بالفساد واساءة الامانة وغيرها ، ولكن ، حتى الوسائل المنتقدة له لا تتجاوز في الغالب حدود اللعبة السياسية، ونادرًا ما تفتح النقاش حول البنية العميقة للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين

ناقل الكفر كافر

برز في الاونة الاخيرة العديد من وسائل الاعلام والمنصات الالكترونية ومجموعات الواتساب والتلغرام وغيرها والتي تعمل على ترجمة ونقل أخبار العدو دون التدقيق مما يضعها في جملة من المخاطر قد تؤثر سلبا على الوعي الجمعي والتي قد تجعلك شريكا في حربا نفسية يشنها العدو عليك فهناك كثير من المعلومات التي يكون الهدف من نشرها هو التضليل وجزء منها موجه لمحاولة التأثير على معنويات الجمهور  ,وهنا يجدر الاشارة الى نقطتان اساسيتان التي تتعلق بنشر اخبار العدو

مصدر الخبر : ان معرفة مصدر الخبر يجعلنا ندرك نوعا ما الهدف من بث الخبر فهل هي جهة رسمية صهيوينة أم هي وسيلة اعلامية مقربة من اليمين الذي يدافع عن نتنياهو و حكومته أم يسارية معارضة ، والتأكد من مصدر الخبر يجعلنا نتأكد من صحته وهي نقطة بارزة الاهمية في ظل نشر الكثير من الاخبار الكاذبة والتضليلية والتي يكون مصدرها محطات اعلامية عربية مناهضة للمقاومة

ما الفائدة من نقل الخبر : سؤال بديهي يجب أن نطرحه على انفسنا وهو ما الفائدة المرجوة بنقل الخبر وهل الخبر يدعم سرديتنا وروايتنا ام يدعم سردية العدو

 أما ابرز المخاطر التي يجب مراعاتها عند نشر أي خبر من وسائل اعلام العدو فهي :

  • إعادة إنتاج الرواية الصهيونية: عبر نقل المصطلحات والمفردات المحمّلة بالأيديولوجيا الصهيونية كما هي وكنا قد اشرنا في مقال سابق عن الهاسبارا التي تلعب دورا رئيسيا في حرب الرواية .
  • تحويل العدو لفاعل طبيعي في المنطقة : وهي خطوة من خطوات مسار التطبيع الذي يحاول العدو فرضه مدعوما بحلفائه على رأسهم الولايات المتحدة الاميركية وبعض الانظمة العربية
  • منح منصة مجانية للدعاية: ان نقل اخبار العدو ضمن السياقات التي يبثها هو تجعلك تشارك في الحرب النفسية التي يمارسها خاصة خلال الحروب والازمات .
  • تشويه وعي الجمهور العربي: عندما يتم نشر معلومات وترجمات غير مدروسة ودون تحليل سبب نشرها فقد تكون تنشر معلومات مغلوطة هدفها تشويه الوعي وحرفه عن القضية الرئيسية

 وللحد من هذه الخطورة، ينبغي أن تتم عملية الترجمة ضمن سياق نقدي، مع تحليل وتفكيك محتوى الخبر ومعرفة مصدره وسبب نشره ، بما يحفظ الوعي ويحمي المتلقي من التضليل.

النتيجة أن الإعلام في إسرائيل، رغم ما يُظهره من حرية وتنوع، يعمل ضمن منظومة تحكمها مصلحة الدولة أولًا، ويعيد إنتاج الرواية الرسمية بشكل متكرر. وما لم يكن هناك وعي نقدي من الجمهور، فإن هذه المنظومة ستواصل فرض رؤيتها باعتبارها الحقيقة الوحيدة

ملحق: أبرز وسائل الإعلام في إسرائيل وتوجهاتها السياسية

عدو

 photo_5809736415611832110_y

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق