في السنوات الأخيرة، أصبح المشهد الفني الخليجي أكثر ترابطاً وتكاملاً، مع بروز عدد من الفنانات السعوديات اللواتي استطعن أن يرسمن لأنفسهن طريقاً خاصاً في الساحة الثقافية بدولة الإمارات، من خلال معارض كبرى، ومشاركات فنية مرموقة، أثبتت هذه الأسماء حضورها وأغنت الحراك الفني برؤية معاصرة تجمع بين الأصالة والابتكار.
منال الضويان: الفن كمنصة لتغيير الواقع
تعد منال الضويان واحدة من أبرز الفنانات التشكيليات السعوديات اللاتي تواصلن مع الساحة الفنية الإماراتية بقوة، عُرفت بمنهجها الفني الجريء الذي يوثق حياة النساء ويعكس تحدياتهن الاجتماعية.
من خلال سلسلة "أنا" عام 2005، سلطت الضوء على النساء العاملات بمهن مرموقة في السعودية، قبل أن تتوسع مشاريعها لتشمل معارض مؤسساتية كبرى في الإمارات، خاصة ضمن فعاليات "آرت دبي" ومؤسسة الشارقة للفنون.
وتعتمد منال على التصوير، التركيب الفني، والنصوص لطرح قضايا اجتماعية حساسة، واضعةً الفن في خدمة التغيير الاجتماعي.
هدى بيضون: توثيق الحياة عبر عدسة فنية
بدأت هدى بيضون مسيرتها المهنية بتعليم الأطفال المصابين بالتوحد قبل أن تتحول إلى عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث وجدت في الكاميرا وسيلة لإيصال القصص الخفية.
سلسلة "توثيق غير الموثق" التي تناولت حياة العمالة غير النظامية في السعودية لفتت الأنظار إلى عمق رؤيتها الإنسانية. عبر معارض مشتركة مع مؤسسات فنية إماراتية، استطاعت هدى أن تعزز مكانتها كفنانة تصور المهمشين بعدسة تفيض بالحساسية والصدق.
مودة محتسب: خط غرافيتي عربي مبتكر
مودة محتسب، القادمة من جدة، استطاعت أن تبتكر أول خط عربي يجمع بين فن الكاليغرافيتي والكتابة العربية المعاصرة. بخطوط منحنية ومرايا فنية، أعادت مودة رسم الحروف العربية بطريقة تعبر عن تلاقي تراث الخط الكلاسيكي مع طاقة فنون الشارع الحديثة.
معارضها وجدت صدى واسعاً في الإمارات، حيث تحتضن دبي تحديداً العديد من مبادرات الفن الحضري المعاصر. يظل فنها احتفالاً بالهوية العربية في قالب بصري معاصر.
نورة بوظو: بين الصحافة والفن التشكيلي
لم تكتفِ نورة بوظو بكونها فنانة تشكيلية، بل أسست مجلة ثقافية كانت من أوائل المنصات المتخصصة في الفنون بالسعودية، كما عملت مع هيئة الثقافة والفنون في دبي ووزارة الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
انطلقت أعمالها في مساحات العرض الإماراتية، حيث عرضت لوحاتها المعاصرة التي تسلط الضوء على التحولات الاجتماعية في العالم العربي.
من خلال معارض مثل "معرض المصغرات"، قدمت نورة أعمالاً تجمع بين السخرية والواقعية الاجتماعية، مما جعلها من أبرز الأسماء النسائية التي ترسم مشهداً فنياً جديداً يتجاوز الحدود التقليدية.
رائدة عاشور: توثيق التراث باللمسة المعاصرة
تستلهم رائدة عاشور التي تخرجت في الجامعة الأمريكية بمصر، أعمالها من العمارة القديمة والمدن العربية التقليدية، خاصة أنماط الزخرفة الإسلامية، لتقدم من خلالها رؤية معاصرة للتراث.
عبر مشاركتها في معارض بالشارقة ودبي، استطاعت رائدة أن تلفت الأنظار إلى جماليات المدن القديمة، مقدمة بذلك قراءة بصرية معاصرة للماضي، كما تجمع رائدة بين التقنية العالية والبساطة التعبيرية، مما أكسب أعمالها مكانة خاصة في مشهد الفن الخليجي.
سارة العبدلي: فن الشارع بروح عربية
برزت سارة العبدلي كواحدة من أوائل فنانات الشارع في السعودية، وقد استطاعت أن تدمج الفن الإسلامي بالفن المعاصر بطريقة لافتة. من خلال الرسم على الجدران، النحت، الرسم على الخشب، والفخار، أعادت العبدلي تعريف المساحات العامة كمنصات فنية مفتوحة.
في الإمارات، حظيت أعمالها بتقدير كبير في المعارض التي تحتفي بفنون الشارع والهويات الثقافية. تسعى سارة إلى حماية التراث العربي عبر أنماط معاصرة تحاكي واقع الجيل الجديد.
لولوة الحمود: فلسفة الخط العربي المعاصر
لولوة الحمود تعد من الرائدات في تجديد الخط العربي بأسلوب فلسفي معاصر، من خلال بحوثها الأكاديمية وأعمالها المعروضة دولياً، بما في ذلك معارضها في دبي، قدمت لولوة قراءة هندسية وروحية للحرف العربي، معبرة عن التوازن بين البساطة والتعقيد.
ونشرت كتباً فنية، نظمت معارض، وأسست حوارات ثقافية عابرة للثقافات، مما جعلها صوتاً بارزاً في المشهد الفني الإماراتي والخليجي عموماً.
الآن نترككم لتتعرفوا على الفنانات التشكيليات السعوديات ذوات الروح المعاصرة والفن الأصيل، من خلال مطالعة صور الألبوم أعلاه...
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق