بينما تستعد مصر لمواجهة حرارة الصيف المتزايدة، تتحرك الحكومة بخطى حثيثة خلف الكواليس لتأمين احتياجات محطات الكهرباء، عبر صفقات ضخمة لاستيراد الغاز المسال، بقيمة تقارب 3 مليارات دولار.

مصر إلى استيراد نحو 60 شحنة من الغاز الطبيعي

ووفقاً لمصدر بوزارة البترول والثروة المعدنية، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، تحتاج مصر إلى استيراد نحو 60 شحنة من الغاز الطبيعي المسال خلال الأشهر المقبلة لتلبية الطلب المتصاعد على الكهرباء، بمعدل يقارب 20 شحنة شهرياً. 

وهذه الإمدادات تهدف إلى تغطية استهلاك يومي يناهز 4.5 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي، إلى جانب 30 ألف طن من المازوت يومياً، مع الاعتماد أيضاً على الإنتاج المحلي.

استهلاك يومي يناهز 4.5 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي

ومن أجل التعامل مع الكميات الكبيرة المرتقبة، تخطط مصر لتوفير أكثر من وحدة تغويز عائمة اعتباراً من يونيو المقبل، بما يسمح بتحويل الغاز المستورد إلى حالته الغازية وضخه في الشبكة القومية للغازات الطبيعية لتلبية احتياجات الاستهلاك الداخلي.

فيما يتعلق بالتكلفة، أوضح المسؤول أن سعر الشحنة الواحدة يتراوح ما بين 48 إلى 50 مليون دولار، حيث تلتزم مصر بفتح اعتماد بنكي يغطي 25% من قيمة الشحنة قبل وصولها إلى الموانئ، على أن يتم سداد باقي المبلغ بعد مرور عام من تاريخ الاستلام، بموجب اتفاقيات موقعة مع الموردين.

مصر ستواصل استيراد الغاز المسال حتى عامي 2029-2030

وتشير التقديرات إلى أن مصر ستواصل استيراد الغاز المسال حتى عامي 2029-2030، في ظل تراجع الإنتاج المحلي الذي انخفض إلى نحو 4.3 مليار قدم مكعب يومياً بسبب التناقص الطبيعي للحقول.

يأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه مصر تحديات كبيرة في قطاع الطاقة، ما دفع الحكومة إلى تخصيص مليارات الدولارات لتعزيز واردات الغاز والوقود، ضمن خطة شاملة لضمان استمرارية الإمدادات الكهربائية في ظل الطلب المتزايد.

نظرة مستقبلية.. تحديات مستمرة وخطط طموحة

في ظل ارتفاع الطلب المحلي على الطاقة واستمرار تراجع الإنتاج الطبيعي للغاز، تجد مصر نفسها أمام تحديات جسيمة تتطلب تحركات استراتيجية متواصلة. 

وبينما تواصل الحكومة جهودها لتأمين احتياجات الصيف عبر استيراد الغاز المسال، تبرز أهمية تسريع مشروعات الاستكشاف والإنتاج المحلية لضمان استدامة الإمدادات وتقليل الاعتماد على الواردات مستقبلاً. 

ويبقى السؤال الأهم، هل تنجح القاهرة في تحقيق التوازن بين تأمين الطاقة ومواجهة الضغوط المالية في السنوات القادمة؟ظ