نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ندوة وطنية علمية بتونس تبحث توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحة والسلامة المهنية - اخبارك الان, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 06:55 مساءً
نشر في باب نات يوم 28 - 04 - 2025
نظّمت الإدارة العامة لتفقد طب الشغل والسلامة المهنية بوزارة الشؤون الاجتماعية، اليوم الاثنين بتونس، ندوة وطنية علمية بعنوان "الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحة والسلامة المهنية"، تتنزل في إطار الاحتفال باليوم العالمي والوطني للصحة والسلامة المهنية الموافق ليوم 28 أفريل من كل سنة.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية عصام الأحمر في كلمة ألقاها في هذه الندوة الملتئمة بالتعاون مع مجامع طب الشغل والجمعية التونسية لطب الشغل وودادية الأطباء متفقدي الشغل وعدد من المؤسسات الاقتصادية، إن اختيار موضوع الذكاء الاصطناعي وربطه بميدان الصحة والسلامة المهنية يمثل خيارا موفقا، بالنظر إلى الدور الاستباقي الذي يمكن أن يؤديه الذكاء الاصطناعي في الوقاية من المخاطر المهنية.
واعتبر أن الذكاء الاصطناعي سيكون أحد الركائز الأساسية لتطوير منظومة الصحة والسلامة المهنية داخل المؤسسات في القطاعين العام والخاص.
وأشار الوزير إلى أن هذه الندوة تندرج ضمن رؤية استراتيجية للدولة تهدف إلى توفير مقومات العمل اللائق وتحقيق بيئة عمل آمنة وصحية لجميع العاملين. كما تتيح هذه الندوة التباحث حول أفضل السبل لاستعمال الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة والسلامة المهنية، في ظل تسارع التحولات التكنولوجية، وفق قوله.
في المقابل، حذر الوزير من المخاطر التي قد تترتب عن الاستخدام غير الرشيد للذكاء الاصطناعي في ميدان العمل، داعيا إلى ضرورة مراعاة هذه الجوانب عند صياغة التوصيات المتعلقة بالندوة.
وأبرز أهمية تطوير منظومة طب الشغل والصحة والسلامة المهنية لما لها من تأثير مباشر على استدامة المؤسسات وحماية حقوق العمال، مؤكدا أن هذه المنظومة تشكل خط الدفاع الأول ضد الأمراض والحوادث المهنية.
من جهته، أوضح المدير العام لتفقد طب الشغل لطفي المحجوب، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أنه بمناسبة اليوم العالمي والوطني للصحة والسلامة المهنية الذي ينتظم هذه السنة تحت شعار "إحداث ثورة في الصحة والسلامة: دور الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل"، تنتظم هذه الندوة بهدف إبراز حرص تونس على توفير بيئة عمل لائقة، والتعريف بإمكانيات الذكاء الاصطناعي في استباق المخاطر المهنية ورصد السلوكيات غير الآمنة بصفة آنية، مما يجعله أداة فعالة لتحسين مستوى السلامة في أماكن العمل.
وأشار إلى أن الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي ستكون متعددة، منها مساعدة طبيب الشغل على اكتشاف الأمراض المهنية مبكرا، وتشخيص الأخطار بصفة استباقية، فضلا عن تعزيز جهود التكوين والتدريب عبر المحاكاة وتحليل الإحصائيات والمؤشرات، بما يدعم البرامج الوقائية داخل المؤسسات.
وأكد المحجوب أن الاستخدام الذكي لهذه التقنيات من شأنه أن يقلل من نسب حوادث الشغل والأمراض المهنية، بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيئة العمل الفورية واقتراح الحلول الاستباقية لصاحب المؤسسة.
وأشار المدير العام إلى أن الصحة والسلامة المهنية تحتلان مكانة متقدمة في أولويات وزارة الشؤون الاجتماعية، مشيرا إلى تعيين مستشار خاص بالصحة والسلامة المهنية لأول مرة لدى وزير الشؤون الاجتماعية،
وشدد على ضرورة تطوير التشريعات لمواكبة التحولات التكنولوجية، إلى جانب معالجة النقص المسجل في أطباء الشغل والسلامة المهنية.
بدورها، أوضحت خولة الحاج مبروك، مديرة مجمع طب الشغل بسوسة، أن الذكاء الاصطناعي أصبح يخترق مختلف المجالات في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة. واعتبرت أن الندوة تهدف إلى مناقشة أفضل السبل لتوظيف الذكاء الاصطناعي للنهوض بطب الشغل والصحة والسلامة المهنية.
وأكدت الحاج مبروك أن الندوة، التي يشارك في تأثيثها أطباء شغل ومهندسو وتقنيو السلامة وخبراء في الذكاء الاصطناعي، ستختتم بتوصيات عملية حول الاستخدام الأمثل للتقنيات الذكية لفائدة المؤسسات الاقتصادية.
وأشارت إلى أن منظومة طب الشغل والصحة والسلامة المهنية في تونس قد حققت مكاسب هامة، خاصة على مستوى التشريعات، بعد المصادقة على المعاهدة الدولية 187 المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية والتي ستنجر عنها إصلاحات تشريعية على المستوى الوطني، فضلا عن إنشاء مجامع طب شغل في كافة الولايات، وتكوين أطباء مختصين في هذا المجال بالجامعات.
ورغم جميع هذه المكاسب، أكدت خولة الحاج مبروك أن المنظومة مازالت تعاني من بعض النقائص، خاصة مع اتساع رقعة القطاع الاقتصادي غير المنظم الذي يشهد أكبر نسبة من حوادث الشغل، مما يترتب عنه كلفة اقتصادية واجتماعية مرتفعة.
وحسب آخر الإحصاءات، التي نشرها الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام) حول حوادث الشغل القاتلة المصرح بها في سنة 2023، فقد بلغت الحوادث القاتلة 120 حادثا قاتلا بزيادة بنسبة 17 بالمائة مقارنة بحوادث الشغل القاتلة المصرح بها في 2022.
وتحتل قطاعات البناء والأشغال العامة، وصناعة الملابس، والصناعات الغذائية، والصناعات الميكانيكية، والصناعات الكهربائية، المراتب الخمس الأولى من حيث توزيع عدد حوادث الشغل حسب القطاعات الاقتصادية.
وتعد حوادث السقوط من الأماكن المرتفعة أو سقوط أشياء صلبة أو التعرض للصعق الكهربائي أو الانحشار بين الآلات أو الحروق، أبرز أسباب الحوادث القاتلة في أماكن العمل المصرح بها، وفق ذات الإحصائيات.
.
0 تعليق